-->

حكاية ممالك النار.. طومان باي الذي أعدمه سليم الأول وكرمه



حالة من الضجة أثارها مسلسل "ممالك النار" والذي يتم عرضه في الفترة الحالية على شبكة قنوات mbc، المسلسل يحكي عن الصراع بين الدولة العثمانية ودولة المماليك والذي أنتهى بدخول العثمانيون مصر وقضائهم على آخر سلاطين الدولة المملوكية وتعليق رأسه على باب زويله, آخر هؤلاء السلاطين هو السلطان طومان باي والذي يجسد شخصيته في العمل الفنان خالد النبوي فمن هو طومان باي وما هي قصته.

ولد طومان باي عام 1474 في مدينة حلب بسوريا  وجلبه معه إلى مصر عمه قنصوة الغوري والذي قدمه إلى سلطان مصر آنذاك الأشرف قايتباي فعمل في ديوان الإنشاء في الأعمال الكتابية ثم تعلم فنون الفروسية وأصبح من خواص حراس السلطان.

أصبح عمه قنصوة الغوري سلطان المماليك عام 1500م فأصبح ذراعه الأيمن ونائبه في حكم مصر وأصبح يمتلك نفوذًا كبيرًا في الدولة وله كلمة مسموعة, وفي آواخر حكم الغوري نشب صراع بين المماليك والدولة العثمانية حيث تعاظمت رغبة الأخيرة في السيطرة على مصر والشام التابعتين لدولة المماليك.


خرج السلطان قنصوة الغوري عام 1516 مع جيش كبير إلى الشام لقتال العثمانيين بقيادة السلطان سليم الأول وعين مكانه نائبًا على حكم مصر طومان باي لحين عودته وتلاقى الجيشان في منطقة مرج دابق وانهزم جيش المماليك وقتل السلطان قنصوة الغوري.

اجتمع أمراء المماليك في مصر واختاروا طومان باي سلطانًا جديدًا لهم لكنه رفض في البداية بسبب الضعف الكبير في الدولة مقابل تعاظم قوة ونفوذ العثمانيين لكنه وافق في النهاية بعد أن أقسم له أمراء المماليك بالولاء والطاعة وعدم الخيانة.

بعد عدة أشهر من حكمه جمع طومان باي جيشاً كبيراً من المماليك والشعب المصري استعدادا ً لمواجهة الجيش العثماني وفي تلك الفترة عرض عليه السلطان سليم الأول أن يظل حاكمًا لمصر مقابل إعلان تبعية مصر للدولة العثمانية لكنه رفض العرض وأصر على مواجهة العثمانيين.

علم طومان بأي أن الجيش العثماني قد اقترب من القاهرة فخرج له بجيش كبير إلى منطقة الريدانية والتقى الجيشان في معركة هائلة كانت الغلبة في البداية لصالح المماليك الذي تمكنوا من وقف زحف العثمانيين ولكن تبدلت الكفة في نهاية المعركة لصالح العثمانيين بفضل كثرة أعدادهم وقوة تسلحيهم حيث لم تسعف قوة المماليك من إيقاف الزحف الهائل للجيش العثماني ما أدى لانهزامهم في النهاية.

انسحب السلطان طومان باي وباقي رجاله إلى القاهرة ورفض سليم الأول دخولها في البداية خوفًا من تدبير كمين لهم لكنه وافق على دخولها بعد عدة أيام ليباغتهم طومان باي ورجاله وتقع معارك وحرب شوارع طاحنة بين المماليك والعثمانيين في شوارع القاهرة استمرت لمدة 4 أيام.


كانت الغلبة لصالح المماليك بفضل معرفتهم بأزقة وشوارع القاهرة وبفضل مساعدة السكان لهم لكن رجحت الترسانة العسكرية العثمانية المتطورة في تلك الفترة الكفة لصالحهم مرة أخرى ليستسلم المماليك في النهاية ويهرب طومان باي خارج القاهرة, وتم أحكام العثمانيون القبضة على القاهرة وتم إعلان انتهاء حكم المماليك في مصر والمشرق الإسلامي بعد أن دام لقرنين ونصف من الزمان وأصبحت مصر بعدها تابعة للدولة العثمانية.

اختبأ طومان باي خارج القاهرة ولم يُفلح السلطان سليم الأول في القبض عليه لكنه تمكن من أسره بعدما تمت خيانته والوشاية بمكانه من قبل بعد الأشخاص المحيطين به, أمر السلطان سليم الأول بإعدام طومان باي آخر حاكم مملوكي وعلق جثمانه على باب زويلة الذي كان نقطة بداية حكم دولة المماليك الفعلي في عهد قطز، وظل جثمانه معلقًا على باب زويلة لمدة 3 أيام.


قام السلطان سليم الأول بعدها بتشييع جثمانه وإقامة جنازة مهيبة له تليق بمقامه كسلطان لدولة المماليك وقام بتوزيع النقود الذهبية على الفقراء كصدقة على روحه كما حضر جنازته جميع كبار رجال الدولة العثمانية ودولة المماليك.


 
banner

ليصلك كل جديد عنا ولنكون علي اتصال